تاريخ أمريكا الشمالية معلومات

٢ هجرة المستوطنين الجدد:

قدم المستوطنون الجدد في القرن السابع عشر بعد تخطيط وإدارة متأنية ولكن بثمن ومخاطرة كبيرة كان على المستوطنين الانتقال لثلاثة آلاف ميل في البحر وكانوا في حاجة إلى أواني وملابس وبذور ومعدات ومواد بناء وأسلحة وذخيرة.  مستعمرتان - فيرجينيا و ماساشوستس - أسستهم شركات تعاقدية مولها مستثمرون وكانت الشركات تزود المستوطنين وتنقلهم وتتكفل بديمومة المستوطنة.أما مستوطنة "نيو هافن" التي صارت فيما بعد جزءا من "كونيكتيكت" مولها المهاجرون القادرون بانفسهم وتكفلوا بالنقل وبعوائلهم وخدمهم . مستوطنات أخرى - نيو هامشر و مين وماري لاند ومدينتا كارولاينا و نيوجيرسي وبنسلفانيا - كانوا في الأصل يعودون إلى ملاك أو نبلاء وكما هو الحال في بلادهم قدموا أموالهم لتوطين مستأجرين وخدم في أراضيهم الممنوحة من الملك بحال مشابه لما يفعلون في أقطاعياتهم "عزبهم " في بلادهم. وعلى سبيل المثال ، فإن تشارلس الأول منح لسيسل كالفيرت (لورد بالتيمور) ولورثته سبعة ملايين فدان أصبحت فيما بعد "ماريلاند".  كان الباعث الدافع للمهاجرين لمغادرة أوروبا الرغبة في فرص استرزاق أكبر لكن مغريات أخرى كانت تعزز هذه الرغبة كالشوق للحرية الدينية والإصرار على التخلص من القمع السياسي وبريق متعة المغامرة . بين عامي 1620 و1635 ، اجتاحت انكلترا أزمة اقتصادية ولم يجد المعدمون عمل وكان أمهر الحرفيين لا يكسبون ما يسد الرمق وفاقمت السنين العجاف مواسم حصاد خاذلة وكل هذا في وقت كانت فيه إنكلترا توسع صناعة المنسوجات مما استدعى الحاجة لموارد صوف متنامية ليبقى صوت ضجيج المغازل الأمر الذي يحتاج أراض شاسعة . تزامن مع ما سبق ، وأثناء الهيجان من الممارسات الدينية في القرنين السادس عشر والسابع عشر ، دعوة لفيف من الرجال والنساء يسمون " المتطهرون" ( وقد يطلق عليهم "المتزمتون" )إلى ضرورة إصلاح كنيسة إنكلترا من الداخل مراعية مصالح الأفراد وشؤونهم . أفكار هؤلاء الإصلاحيين هددت وحدة أتباع الكنيسة وبدأت بتقويض السلطة الملكية من خلال تحطيم سطوة الكنيسة . ملة أصولية تعرف بالانعزالية (أو الانفصالية) كانت على يقين أن الكنيسة لن تشهد إصلاحا يوافق تطلعاتهم . في عهد جيمس الأول ، جماعة من هؤلاء غادروا إلى "ليدن" في هولندا حيث سمح لهم بممارسة ما يشتهون من شعائر وبعد بضع سنين قرر أفراد منهم الرحيل إلى العالم الجديد وهناك أسسوا مستعمرة الحجاج "نيو بلايموث).  بعد اعتلاء تشارلس الأول العرش عام 1625 ،تعرض قادة "المتطهرين" إلى ما عدوه اضطهادا ،وبعد أن منعوا من الوعظ جمعوا والتحقوا ب"الحجاج" نحو أمريكا لكنهم خلافا للمهاجرين الأوائل ، كان هؤلاء الذين أسسوا مستوطنة ماساشوسيتس باي عام 1630 يضمون أكابر الناس وأشرافهم وفي مدة العقد التالي كان لهؤلاء تأثيرهم الواضح في ست مستعمرات إنكليزية . لم يكن "المتطهرون"وحدهم من فر بدينه ،فالاستياء من خذلان المناصرين دفع وليام بين لإنشاء بنسلفانيا . نفس الشأن حدا بالكاثوليك لإنشاء ماريلاند على يد سيسل كالفيرت ،وكثير من المستوطنين في بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية كانوا منشقين عن ألمانيا وأيرلندا متطلعين إلى حرية دينية وفرص عمل أفضل . كانت الاعتبارات السياسية جنبا إلى جنب مع الدينية منها ذات وقع كاف للمغادرة إلى أمريكا وكان الحكم الفردي والاعتباطي لتشارلس الأول دافعا للهجرة إلى العالم الجديد عام 1630 وقادت ثورة وانتصار خصوم تشارلس بقيادة كرومويل إلى أن يحط كثير من الفرسان - "رجال الملك" - رحالهم في فيرجينيا أما في ألمانيا فقد ساعدت السياسات الظالمة للأمراء "التافهين" فيما له صلة بالجانب الديني على وجه الخصوص، وسلسلة الحروب المدمرة، في تزايد الإصرار على الهجرة في أواخر القرن السابع عشر 

٢ حضارة أمريكا الشمالية:

وتقسم حضارة أمريكا الشمالية وشمال المكسيك إلى حضارات جنوب شرق وشمال شرق وجنوب غرب وكاليفورنيا والحوض الكبير. وكان سكان شمال أمريكا يعتقدون أنهم جزء من العالمين الروحي والطبيعي. وكانت أعيادهم مرتبطة بمواسم الحصاد والزراعة. وكانوا يمارسون الرسم الملون على الرمل باستخدام المساحيق الطبيعية الملونة. وكانت قبائل بيبلو تصنع نساؤهم الفخار المصقول من الطمي والملون بالزخارف الهندسية. واشتهر هنود جنوب غرب بصنع السلال. وكان هنود كاليفورنيا مشهورين بصنع المشغولات من الحجر وقرون الحيوانات والأصداف والخشب والسيراميك. وكانوا ينسجون ملابسهم من الأعشاب ولحاء الشجر والجذور النباتية وسيقان الغاب. وصنعوا الحصر والأواني. وكان الجاموس الوحشي له أهميته بالنسبة للهنود الحمر. لأنهم كانوا يصنعون من جلوده الخيام والسروج والسياط والأوعية والملابس والقوارب. وكانوا يصنعون من عظامه السهام وأسنة الرماح والحراب والأمشاط والخناجر وإبر الخياطة. ويصنعون من قرونه الأبواق والأكواب ومن حوافره الغراء. ولم يستأنسوا الجاموس الوحشي كما فعل الإنسان البدائي في آسيا وأفريقيا لأنه كان متوفرا. وكانوا يصطادونه بالسهام ويتعقبون آثار قطعانه عندما كانت ترعى في مراعيها أو تقترب لمصادر المياه لتشرب منها. لهذا أجادوا علم القيافة واقتفاء الأثر. وكانوا يعرفون اسم القبيلة من أثرها ويحصون عدد أفرادها ووجهتهم ولاسيما بعدإغارتهم عليهم. لهذا كانوا يحددون أقصر الطرق للحاق بهم وأسرعها لتعقبهم واللحاق بهم والانتقام منهم. وكان سكان المدن لايسلمون من غارات الرعاة، فكانوا يحرقونها ويدمرونها. وكان الهنود الآباش يتجهون من الشمال الأمريكي إلى الجنوب حيث ممالك المايا والتولتك، ليخربوها ويحرقوها. وكانوا يجيدون الكرّ والفرّ في القتال.

كلمات مفتاحية